التقاليد الكنسية من انجيل يوحنا
ان التقاليد الكنسية تسميه يوحنا منذ القرن الثاني وتوحد بينه وبين احد ابني زبدي احد الاثني عشر هناك جزء من مؤلف لبابياس مطران هيرابوليس فريجياً يرقى تاريخه إلى نحو السنة 140 بعد الميلاد وفيه هذه الجملة التي تترك مجالاً للتردد في هذا الأمر لن أتردد أن أضع بين التفسيرات تلك الأمور التي تعلمتها تعليماً حسناً جداً ذات يوم عن الأقدمين فحفظتها حفظاً حسناً جداً في ذاكرتي بعد أن تحققت صحتها وان وصل أحد من تابعة الأقدمين كنت استعلم منه عن أقوال الأقدمين ما قاله اندراوس أو بطرس أو فيلبس أو توما أو يعقوب أو يوحنا أو غيرهم من تلاميذ الرب أو ما يقوله ارستيون ويوحنا القديم تلميذان للرب اوسابيوس كتاب تاريخ الكنيسة فكانوا أذاً يميزون بين يوحنا الرسول وأحد الاثني عشر من يوحنا آخر القديم تلميذ الرب ولا يشير بابياس إلى مؤلفات لأنه كان يهتم خصوصاً بالكلام الحي الثابت وفي أواخر القرن الثاني كان ايريناوس واضحاً حيث كتب ثم يوحنا تلميذ الرب الذي أتكا على صدره فقد أصدر هو أيضاً انجيلاً في أثناء إقامته في أفسس الرد على الهراطقة ففي نظر ايريناوس وهو يعرف نفسه تلميذاً لبوليكرس الذي يتحدث عن علاقاته بيوحنا وسائر تلاميذ الرب اوسابيوس تاريخ الكنيسة المقصود هو ابن زبدي احد الاثني عشر في ذلك الزمان كانوا يميلون وان تردجد بعضهم إلى أن ينسوا إلى أحد الاثني عشر المؤلفات التي تعد قانونية وأما الانجيل الرابع فنحن أمام شبه اجماع فجميع المؤلفين قانون موراتوي واقليمنضس الاسكندري واوريجينس وترتليانس يتحدثون عن نسبته إلى يوحنا احد الاثني عشر تحدثهم عن امر اكيذ وكانت وكانت هناك حلقة صغيرة من الرومانيين وعلى رأسهم الكاهن كايوس يعربون عن ترددهم في هذا الأمر من دون اللجوء إلى التقليد هذا الرأي التقليدي طرحه النقاد على بساط البحث في أوائل القرت التاسع عشر فشددوا على ما هناك من فوارق بين يوحنا والازائيين وعلى ما يظهر فيه من تطور لاهوتي فإن لم يكن المؤلف على حد قولهم شاهد عيان فليس لمؤلفه في أغلب الأحيان قيمة تاريخية وكانوا ينظرون إلى صاحب الانجيل الرابع نظرهم إلى اللاهوتي الذي حقق في أواسط القرن الثاني نوعاً من التوفيق بين التيارات البطرسية والتيارات البولسية لا شك ان رد الفعل عند البيئات الكنسية كان شديداً في اول الأمر لأنهم كانوا يربطون إلى حد بعيد بين مسألة هوية المؤلف ومسألة قدرته على الشهادة وكادوا يجعلون من نسبة النص إلى يوحنا الرسول نفسه مسألة إيمان أما فقد تعلمنا أن نحس التمييز بين المسائل ويمكننا اليوم بفضل الخطوات التي خطاها التفكير في التاريخ وفنونه أن نتخلص من المسائل التي لا غنى عن اختيار احد شقيها لا بد من الأشارة اولاً إلى أن نشر جزء من الانجيل الرابع عثر عليه في مصر ويرقى تاريخه في رأي أحسن الخبراء إلى السنوات ما بين 110 ، 130 ميلادية قد فرض على النقاد العودة إلى أمر تقليدي وهو صدور الانجيل الرابع في أواخر القرن الأول ومن المحتمل جداً ايضاً أن يحدد مكانه في كنيسة من كنائس آسية الهليلستية أفسس وليس لنا أن نستبعد استعباداً مطلقاً الافتراض القائل بأن يوحنا الرسول هو الذي أنشاه ولكن معظم النقاد لا يتبعون هذا الأحتمال فبعضهم يتركون تسمية المؤلف فيصفونه بأنه مسيحي كتب باليونانية في أواخر القرن الأول في كنيسة من كنائس آسية حيث كانت تتلاطم التيارات الفكرية بين العالم اليهودي والشرق الذي اعتنق الحصارة اليونانية وبعضهم يذكرون بيوحنا القديم الذي تكلم عليه بابياس وبعضهم يضيفون أن المؤلف كان على اتصال بتقليد مرتبط بيوحنا الرسول فلا عجب أن يكون للتلميذ الذي أحبه يسوع تلك المكانة السامية بينه وبين يوحنا بن زبدي ومن الغريب أن يوحنا هو الرسول الكبير الوحيد الذي لم يرد اسمه قط في الانجيل الرابع
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق