المؤثرات اليهودية من بشارة يوحنا اللاهوتي
لكن تأصل الانجيل الرابع في العهد القديم وفي اليهودية لم يلبث أن ظهر بوضوح فقد رأى النقاد في الأنشاء كثيراً من العبارات السامية الأمر الذي حمل على الافتراض وجود نص أصلي آرامي وقد شددوا إلى جانب ذلك على وفرة التلميحات العائدة إلى العهد القديم اجل قل أن يستشهد يوحنا استشهاد ظاهراً بالعهد القديم وهو حريض على فصل التدبير القديم عن الجديد فصلاً تاماً غير أنه يكثر من تعابير العهد القديم ولا سيما من موضوعات الأدب الحكمي كالماء والطعام السماوي والمن والراعي والكرمة والهيكل كأنه يوحنا يعرف هذه الأفكار ومختلف أنواعها ولكنه يريد ان يستعملها استعمالاً شخصياً مبتكراً واعترفوا بوجود كثير من الصلات باليهودية المعاصرة للانجيلي أساليب تفكير وطرق تأليف ومفردات لغوية مستعملة في البيئات الربانية لا بل اعتقد بعضهم أن هناك تلميحات او اقتباسات تعود إلى الطقوس اليهودية وا لا شك فيه أن يوحنا مطلع على ما كان ليهودية القرن الأول الفلسطينية من عادات فكرية وإلى جانب ذلك فلا يخفى عليه ما هي الفوارق الشديدة التي تفصل اليهودية عن المسيحية لقد تم الانفصال بينهما يوحنا 9 : 22 ، 12 : 42 لم يبق ليوحنا وهو البعيد جداً عن التمسك بالشرعية والطقسية اليهودية إلا ان يوضح جدة عالم التجسد وسموه أما وثائق قمران المكتشفة قبل أربعين سنة فقد مكنت من التعرف إلى بيئة يهودية أخرى تماثل هي أيضاً الانجيل الرابع فكلاهما يحتويان على ثنائية بارزة في الحلقين الديني والاخلاقي كما يعبر عنها التضادان نور وظلمات وحق وكذب وأنصار كليهما يقولون بأن جماعتهم تفتتح الأزمنة الأخيرة وهم يجتهدون في استكشاف ما في تعليمات العهد القديم من معنى خفي وكلاهما يجعلان أهمية أهمية كبرى لعلم المذهب ويشددان على دور روح الحق أو المؤيد ولكن إلى جانب تلك الميزات المشتركة هناك فوارق كثيرة بين الجماعتين لأن جوهما يختلف فيوحنا بعيد عما في بعض نصوص قمران من عقلية رؤيوية بعده عما يراعي فيها من تمسك بالشريعة ألى حد الغلو وعمل يسوع يختلف كذلك كل الاختلاف عن عمل معلم البر أو عن مشيحيي الشيعة اجل من الممكن ان ننتبه إلى ما في الجماعتين من تماثل العبارات والشواغل غير أن النزعة الاجمالية تختلف اختلافاً جوهرياً
تعليقات
إرسال تعليق